مصر دولة عربيّة عريقة خرّجت العديد من الشعراء، والأدباء، والشخصيات المرموقة التي كان لها في المجتمع والأدب العربيّ أثرٌ بالغٌ وتأثيرٌ سحريّ. ومن أهمّ هذه الشخصيّات الأدبيّة الأديب طه حسين، والشاعر أحمد شوقي، والكاتب المسرحيّ توفيق الحكيم، والعقّاد، ومصطفى لطفي المنفلوطي، وغيرهم الكثير. وفي مقالنا سنتحدّث عن (عميد الأدب العربيّ)، الأديب طه حسين.
طه حسين
طه حسين علي سلامة، أديب وكاتب وناقد مصريّ، ملقّب بـ (عميد الأدب العربيّ)، ولد هذا العبقريّ في عام 1889م في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني، في قرية (الكيلو) إحدى قرى (المنيا) المصريّة في الصعيد. كان طه حسين أديباً كفيفاً منذ بلغ الأربع سنوات من عمره، حيث أُصيب بالرمد، وكان والده الذي يعيل سبعة أولاد فقيراً قليل الحيلة، وقد أدخله والده لكتّاب القرية حتّى يعلمّه الشيخ (محمّد جاد الرّب) اللغة العربيّة، القرآن الكريم والحساب، وقد استطاع أن يحفظ القرآن الكريم في فترة قصيرة من عمره، وقد تتلمذ فيما بعد على يد علماء الأزهر أشهرهم الشيخ محمّد عبده.
لقد كان الأديب الناقد طه حسين من أهمّ الشخصيات التي قادت الحركة العربيّة الأدبية في العصر الحديث، وكان له تأثيره الكبير في مجال الرواية، والسير الذاتية، ومن أهمّ رواياته القصصيّة (دعاء الكروان)، والمعذّبون في الأرض)، و(شجرة البؤس)، بالغضافة لأهم سيره الذاتيّة (الأيّام)، وأمّا أهمّ كتبه التاريخيّة فهو كتاب (على هامش السيرة)، ومن أهمّ مؤلفاته النقديّة (حديث الأربعاء)، وأهمّ مؤلفاته الفكريّة كتاب (مستقبل الثقافة في مصر). وقد كان مطبِّقاً لمبادئ الفلسفة المصريّ، ورائداً في الأدب العربيّ الكلاسيكيّ، وكان متأثراً بدرجة كبيرة بابن خلدون، وديكارت لا سيّما في كتابه (في الشعر الجاهليّ) والذي كتبه في عام 1926م، وقد كان هذا الكتاب من الكتب المثيرة للجدل بدرجة كبيرة، اعتمد فيه على مبدأ ديكارت (الشك)، والذي توّصل من خلال أنّ الشعر الجاهليّ شعر منحول وأنّه كُتب بعد عصر الإسلام ،وتمّ نسبه لشعراء جاهلييّن، وقد دفع هذا الكتاب المثير للجدل العديد من علماء اللغة وعلماء الفلسفة العرب أن يردّوا عليه في ذلك كالرافعيّ، ومحمّد لطفي، وغيرهم الكثير، وقد كان هذا الكتاب بالنسبة للكثيرين سبباً أساساً في تكفير طه حسين.
أمّا وفاته فقد توفيّ عميد الأدب العربيّ (طه حسين) في عام 1973م في الثامن والعشرين من شهر تشرين الأوّل يوم الأحد، وقد قال العقّاد عنه أنّه كان رجلاً جريئاً متحدّياً، وأنّه استطاع أن ينجز حراكاً ثقافيّاً بين القديم والحديث في الأدب العربيّ، وقد تمّ إنتاج وتصوير مسلسل (الأيّام) الذي كان يمثّل حياة هذا الأديب العبقريّ وقد قام الفنان الراحل (أحمد زكي) بأداء دور البطولة فيه.
المقالات المتعلقة بمتى توفى طه حسين